مفهوم الميراث
ويسميه الفقهاء علم الفرائض وعلم المواريث، وله معنا لغويا وآخر إصطلاحيا:
المدلول اللغوي للميراث:
الميراث لغة له معنيان: الإنتقال والبقاء.
الإنتقال: نقول فالن ورث مال فلان أي انتقلت إليه أمواله، ومنه قوله تعالى:” وعلى الوارث مثل ذلك”، وهذا انتقال مادي، وقد يكون الإنتقال معنويا مثل إنتقال العلم والأخالق والنبوة ،
وفي هذا المعنى جاء قول هللا تعالى:” وورث سليمان داوود”، وقوله: “يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا”، وقال الرسول (ص): “العلماء ورثة الانبياء، وأن اللأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، و إنما ورثوا هذا العلم فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر”.
البقاء: وبهذا المعنى قال جل وعلا:”وإنا لنحن نحي ونميت ونحن الوارثون”، أي الباقون، ولهذا فإن إسم”الوارث” أحد أسماء الله تعالى.
المدلول الإصطلاحي للميراث
يعرف الميراث إصطلاحا بأنه قواعد يعرف بها نصيب كل مستحق في التركة، أو هو قواعد من الفقه والحساب نعرف من دراستها كل وارث، ونصيبه الذي يستحقهمن التركة. وعرفها الفقيه المالكي الدردير بقوله: “علم يعرف به من يرث ، ومن لا يرث ، ومقدار ما لكل وارث” أما الفرائض فهي جمع مفرده فريضة، ولها عدة معاني، منها النصيب المعين والمحدد و المقدر شرعا لمستحقه من الورثة، والفرض في اللغة هو التقدير.
ولكي تقسم التركة على أصحابها لابد من معرفة الأسس والقواعد الكبرى التي بني عليها الميراث، فالإرث له أركان وأسباب وشروط وموانع، فأركانه ثلاثة، وارث ومورث وشيئ موروث، واسبابه أربعة، القرابة المخصوصة، والولاء، وبيت المال، والنكاح ولو فاسدا، حيث كان مختلفا، ولو لم يحصل دخول ، وشروطه ثلاثة، تقدم موت الموروث، واستقرار حياة الوارث بعده، والعلم بالجهة المقتضية للإرث
